جسور التواصل

أن نَمُدَّ جسور التواصل مع الآخر، لا يعني ان نكون ملتصقينَ بهِ، مُتَعَقّبينَ له كضلِّهِ، لا نترك له ملاذاً او مهرباً مِنَّا!
أن نَمُدَّ جسور التواصل، هو بالأحرى أن نؤمن بضرورة المسافات بيننا،
أن نحترم حاجة الآخر لمساحته الخاصة، حيثُ يمد فيها اجنحتهِ بحرية مُحلِّقاً،
أن نعمل على منح الآخر الحيِّز الكافي ليحقق فيه ذاته، ويكتشف فيه جوهر كيانه، ويختبر فيه حقيقة شخصَهُ وفرادتهُ…
أن نَمُدَّ جسور التواصل، ليس إجتهاداً وقفاً علينا وحدنا، او فرضاً علينا القيام به بمبالغة،
هو ليس واجباً بالتوجه نحو الآخر دونما توقف، والسعي خلفه بلا روية او تَمَهُّل وكأننا مددنا الجسر لنعبر بها نحو الآخر دونما رجعة!!
أن نَمُدَّ جسور التواصل، هو أيضاً ان نقف مكاننا فاتحين له الباب، مرحبين به بحبٍ وابتساماتٍ صادقة، منتظرينَ شوقهُ، وحبهُ، وحاجتهُ إلينا لتأتي به نحونا فيعبرُ هو الى حيثُ نحن، ويقرر هو متى يتقدم نحونا، و يشعر هو باهمية وجودنا فيختبر بذلك جمال العلاقة التي تجمعنا، ويكتشف أبعاداً اخرى جديدة في حياته بيننا، ويعيش سلاماً وفرحاً لكونهِ حُرّاً في التواصل معنا!
فإن كُنتَ ممن يمدون جسور التواصل مع الآخر، من فضلك، إحرص على أن لا تخنق الآخر بحضورك المفروض عليه،
وان لا تحجب عنه النور بوقوفك دوماً أمام عينيه،
وأن لا تسلبه حقهُ في التنفس بحرية، والعيش بحرية والقرار بحرية،
إعطِ ذاتك، والآخر، فرصة الإشتياق لبعضكم البعض،
والشعور بأهمية بعضكم البعض،
والتوجه بشوقٍ مفعم بالعذوبة والفرح تجاه بعضكم البعض!!بقلم وسن ستو

About wassan sitto

x

Check Also

تأمل في الخدمة في الكنيسة

الخدمة في الكنيسة ليست أبداً ” واجباً” يُفتَرَض القيام به! ليسَ واجباً مفروضاً علينا أخلاقياً ...