ان كان أحدٌ في المسيح، فهو خليقة جديدة!
ان كان أحدٌ في المسيح، فهو للسلامِ يسعى، وبالسلامِ يحيا،
وفي سلام القلبِ يمضي مع الآخر مسيرةٌ تتجددُ فيها الخليقة!
مسيرةٌ تنتهي فيها الصراعات المؤلمة والقاسية التي تُهلِك الآخر وتسحقهُ،
الصراعات التي تهدفُ الى فناء الآخر، لضمان استمراريتنا،
الصراعات التي تُنهي الحياة بِحُجَّة الأبقاء على الحياة!
إن كان أحدٌ في المسيح، فهو خليقةجديدة بالحبِ!
فهو في المسيحِ يتأمل، لأنّ المسيح هو الحُب بذاتهِ،
ونحو المسيح يسعى، إذ معهُ يتجسد الحُب ويكتمل ويُصبِحُ واقِعاً معاشاً،
وفي المسيحِ يثبت، لأنّ بهِ تُشرِقُ “شمس الله” فيستنير بهِ، وتتقدس حياتهُ بقداسته، مُتَمَثِلاً بحبهِ وعطاءهِ، ورحمتهِ، وخدمتهِ،
متأملاً بقدرته العجيبة على قلب كل الموازين ليجعل الغَلَبة لا لمن ينتصر بسحق الآخر، بل لمن ينتصر بحبهِ للآخر!
الغلبة، لا للقادر على إنهاء الآخر، بل للقادر على منح الحياة للآخر،
الغلبة، لا لمن يأخذ كل شي من الآخر، بل لمن يُعطي حتى ذاتهُ ليحيا الآخر!
إن كان أحدٌ في المسيح، فهو ذاك الذي ” يُصغي” لصوت المسيح ويستجيب لَهُ،
يشعر بحب المسيح، ويتبعهُ،
يُؤْمِن بحياة المسيح، ويجتهد ليحذو حذوها،
هو ذاك الذي يعودُ بذاتهِ في عمقها الى جذورهِ الأولى، الى صورته الأولى،
الى المسيح يسوع الذي بهِ وحدهُ تتحقق صورة الخليقة ” الحَسَنَة”!
إن كان أحدٌ في المسيح، فهو حينها مسؤلٌ ومدعو ليكونَ مع المسيح واحداً،
ليُعطي المسيح للعالم،
ليحيا مُجَسِداً حب المسيح ورحمتهُ و حتى فدائهُ،
ليُعطي بسخاء، عطاءٌ حتى بذل النفس،
عطاءٌ حتى الموت حُبَّاً لمُحبيه،
عطاءً ” يَخْلُق” كُلَّ جمالٍ وفرحٍ و نقاء،
عطاءً يسمو بإنسانيتهِ حتى القداسة،
عطاءً يأخذهُ نحوَ الغَلبة حتى على الموت ليحيا القيامة برجاءً وفرحٍ وسلام!
أن نكونَ في المسيح:
أي ان يسكن فينا ونسكن فِيهِ،
ان يحيا فينا ونحيا من خلاله وبهِ،
أن نكونَ للعالم حُبّاً يُنهي كل الصراعات،
ورحمةً تغلب كل قسوة وظلم،
وفرحاً يغلب كل ألمٍ وحزن،
وسلاماً حقيقياً يغلب كل إظطرابٍ وقلق،
و حياة نابِضة تغلب كل موتٍ وأسى،
وذاك ليس إختياراً بالحقيقة، بل دعوة ومسؤلية وواجب!
هكذا نحيا القيامة، ونحتفل بالقائم من بين الأموات في كل لحظات حياتنا،
قام المسيحِ، حقاً قام!
من وحي موعظة سبت النور، ليلة عيد القيامة: الاب هديل الويس
قام المسيح حقاً قام
بقلم: وسن ستو